قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Sharurah.uploader-ba1c4fb0c1

عزيزي الزائر يرجى التكرم
بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكون عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك

قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Sharurah.uploader-e026ab3082
إدارة المنتدى
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Sharurah.uploader-ba1c4fb0c1

عزيزي الزائر يرجى التكرم
بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكون عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك

قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Sharurah.uploader-e026ab3082
إدارة المنتدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز التحميل
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» قصه قصيره جدا ولكن شيقه ومفيده جدا جدا جدا...
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالجمعة يوليو 12, 2013 4:54 am من طرف Admin

» اي باد 2 صور ومواصفات وسعر ipad 2
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالجمعة ديسمبر 21, 2012 6:23 am من طرف بنوته كيوت شفايف توت

» حبيتهـا طفله وأنا لعيونها أتبيزر ولو تقول أنطـق اغا اقول اغيه
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالجمعة ديسمبر 21, 2012 6:20 am من طرف بنوته كيوت شفايف توت

» قصة البنت اللي اتصلت عليه الفجر
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالجمعة أبريل 13, 2012 4:10 pm من طرف بنوته كيوت شفايف توت

» الرضا...جنة الدنيا
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالخميس مارس 29, 2012 2:35 am من طرف الدبلوماسيه

» أخفت سرهـــــــــــا لتفرح أهلهــــــــــــا
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالأحد مارس 18, 2012 9:08 pm من طرف الدبلوماسيه

» موضوع عن الصداقة بالانجليزي ومترجم
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالخميس مارس 15, 2012 7:41 pm من طرف الدبلوماسيه

» بشار الأسد سأضرب السعودية والأردن ولن أرحمهم
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالخميس مارس 15, 2012 6:42 pm من طرف الدبلوماسيه

» الحدائـــــــــق العموميــــــــه
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالأربعاء مارس 14, 2012 9:55 pm من طرف الدبلوماسيه

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدبلوماسيه
النائب العام
النائب العام
الدبلوماسيه


عدد المساهمات : 133
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 30
الموقع : الرياض

قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Empty
مُساهمةموضوع: قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني )   قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني ) Emptyالجمعة فبراير 24, 2012 6:14 pm



الدعوة إلى الإسلام خارج الجزيرة العربية
لقد هيأ صلح الحديبية للمسلمين فرصة إيصال الدعوة الإسلامية إلى خارج جزيرة العرب ، فقد وجد الرسول أن الظروف قد أصبحت مواتية لان يقوم بهذه المهمة التي كلفة الله بها بعد أن مكث هذه السنوات يدعو عرب الجزيرة إلى الإسلام وقطع فى هذا المضمار شوطا لا بأس به

ذلك أن الرسول يعلم تمام العلم بأن رسالته عامة وليست خاصة بأمة العرب وأن الإسلام هو دين البشرية كلها وابلاغه إلى بنى البشر مسئولية المسلمين الذين شرفهم الله بهذه الامانة ليقوموا بتبعاتها والاضطلاع بمسئولياتها قال تعالى :{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}-سبأ الآية 28 وقال أيضا:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}-الانبياء الآية 107

ذكر ابن هشام أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أصحاب ذات يوم – بعد عمرته التي صد عنها يوم الحديبية – فقال أيها الناس إن الله قد بعثني رحمة وكافة فأدوا عنى يرحمكم الله ولا تختلفوا على كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم قالوا وكيف يا رسول الله كان اختلافهم ؟ قال دعاهم لمثل ما دعوتكم له فأمر من بعثه مبعثا قريبا فرضى وسلم وأما من بعثه مبعثا بعيداً فكره وجهه وتثاقل قال فبعث رسول الله رسلا من أصحابه وكتب معهم كتبا إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام

وقد اهتم الرسول صلى الله عليه و سلم اهتماما كبيرا بهذه المهمة فأختار لكل واحد منهم رسولا من بين أصحاب الذين ترددوا على هذه الاقطار وتعرفوا لغتها وكان الرسول قد إتخذ لنفسه خاتما من فضة نقش عليه محمد رسول الله فختم الكتب وأعطاها لهؤلاء المبعوثين

وقد بعث الرسول صلى الله عليه و سلم دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل ملك الروم كما بعث عبد الله بن حذاقة السهمي إلى كسرى ملك فارس ، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة ، وبعث حاظب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر كما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رسائل إلى أمراء العرب الذين لم يكونوا قد دخلوا الإسلام بعد

فتح خيبر
بعد أن عقد الرسول صلى الله عليه و سلم صلح الحديبية وأصبح فى مأمن من ناحية الجنوب جاءته أنباء مقلقة من ناحية الشمال فقد وصلته الاخبار بأن يهود خيبر بدأوا يكونون جبهة مناوئة للاسلام بالتعاون مع غطفان والأعراب الضاربين حولهم فكان على الرسول والمسلمين أن يتحركوا بسرعة لضرب هذا المخطط الجديد قبل أن يتم إعداده

وهكذا لم يأخذ المسلمون قسطا من الراحة بعد الحديبية بل أرغمهم يهود خيبر ومن تآمر معهم على أن يتوجهوا بعد عودتهم من الحديبية آخر السنة السادسة ليستأنفوا القتال في شهر المحرم من السنة السابعة على القول الراجح

وكانت خيبر مستعمرة يهودية تضمن قلاعا حصينة وقاعدة حربية لليهود وقد تجمع فيها كثير من يهود قينقاع وبني النضير الذين أجلاهم الرسول صلى الله عليه و سلم عن ديارهم ولذلك كانت خيبر تعتبر آخر معقل من معاقل اليهود فى جزيرة العرب ، وقد كانوا يضمرون الحقد والكراهية للاسلام والمسلمين وارادوا أن يتزعموا لواء التصدي والعداء للرسول بعد أن قامت قريش بصلح الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم

فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بجيشه وكانوا ألفا وستمائة مقاتل منهم مائتا فارس ، وكان مع الجيش نساء خرجن لمداواة المرضى وخدمة الجرحى وفى الطريق كان المسلمون يرتجزون فكان عامر بن الاكوع يقول

ولا تصدقنا ولا صلينا والله لولا الله ما اهتدينا
وإن أرادوا فتنة أبينا إنا إذا قوم بغوا علينا
وثبت الاقدام إن لاقينا فأنزلن سكينة علينا
وقد قسم الرسول الجيش إلى قسمين أعد القسم الاكبر لمهاجمة حصون اليهود حصنا حصنا وأنطلق القسم الآخر إلى الطريق بين خيبر وغطفان لقطع الاتصال بينهما وليحول بين غطفان ومساعدتها ليهود خيبر
وقد خرجت غطفان لتظاهر اليهود فلما ساروا مرحلة سمعوا خلفهم فى أهليهم حسا فظنوا ان المسلمين خالفوهم اليهم فرجعوا على أعقابهم فأقاموا فى أهليهم وأموالهم وخلوا بين رسول اللهصلى الله عليه و سلم وبين خيبر

ولما أشرف المسلمون على خيبر وتراءت لهم حصونها المنعية الكثيرة دعا الرسول صلى الله عليه و سلم وسأل الخير واستعاذ من شرها وشر أهلها فقال " اللهم رب السماوات وما أظللن ، ورب الارضين وما اقللن ، ورب الشياطين وما اضللن ، ورب الرياح وما اذرين ، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ، ثم قال أقدموا بسم الله وكان الرسول إذا أتى قوماً بليل لم يغر عليهم حتى يصبح فإن سمع أذانا كف عنهم وإلا أغار فنزل خيبر ليلا فلما أصبح لم يسمع أذنا فركب وركب القوم واستقبلوا عمال خيبر غادين إلى حقولهم بمساحيهم وبمكاتلهم ففوجئوا بالمسلمين يسرون نحوهم فارتدوا إلى حصونهم فزعين وهم يقولون محمد والخميس

فلما رآهم النبى يهرعون إلى حصونهم أراد أن يقذف فى قلوبهم الرعب فصاح " الله اكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذر" وردد أصحابه بالتكبير فدوى صوتهم فى الفضاء وتردد صداه فملا الجو فزعا ورعبا واقتحم المسلمون يفتحون حصون اليهود واحدآ بعد الآخر ويستولون على ما فيها من أموال وسلاح فسقط حصن ناعم ثم القموص حصن ابن أبى الحقيق..وغيرهما وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر يا منصور أمت

وفى خلال هذه المعارك التي تمت بين أصحاب رسول الله وبين اليهود حدثت بطولات وتضحيات وتمت عدة مبارزات فقد خرج من حصون اليهود فارس يدعى مرحبا حمل سلاحه وهو يرتجز قائلا

شاكى السلاح بطل مجرب قد علمت خيبر أنى مرحب
أطعن أحيانا وحينا أضرب إذا الليوث اقبلت تجرب
إن حماي للحمى لا يقرب
ثم صار ينادى ويقول من يبارز ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لهذا ؟ فقال محمد بن سلمة انا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتل أخي بالأمس فقال : قم إليه اللهم أعنه عليه فصارا يتجاولان بسيفيهما حتى قتله محمد بن سلمة ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر فقتلة الزبير بن العوام

وفى راوية أخرى أن الذى قتل مرحبا هو على بن أبى طالب فقد ذكر الرواة أنه فى أحد أيام الحصار لحصون خيبر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لاعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس يذكرون أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال :اين على بن أبى طالب ؟ فقالوا يا رسول الله هو يشتكى عينية قال فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله فى عينية ودعا له فبرىء حتى كأن لم يكن به وجع فاعطاه الراية فقال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم أدعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم" فخرج مرحب وهو يقول

كليث غابات كريه المنظره أنا الذي سمتني أمي حيدرة
أوفيهم بالصاع كيل السندره
فضرب مرحبا فعلق هامته
وحدث أيضا أن كان فى جيش المسلمين رجل من الأعراب كان يقوم بمهمة الحراسة خلف ظهور المسلمين وغنم المسلمون شيئا فقسمة الرسول بين المقاتلين ومنهم هذا الرجل فلما دفعوه إليه قال ما هذا ؟ قالوا قسم لك رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذه فجاء به إلى النبى فقال ما هذا يا رسول الله ؟ قال قسم قسمته لك قال: ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ههنا وأشار إلى حلقة – بسهم – فأموت فأدخل الجنة فقال الرسول : إن تصدق الله يصدقك ثم نهضوا على قتال العدو فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مقتول فقال أهو هو ؟ قالوا نعم قال صدق الله فصدقة فكفنه النبي في جبته ثم قدمه فصلى عليه وكان من دعائه له:اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا فى سبيلك قتل شهيدا وأنا عليه شهيد

وبمثل هذه النماذج يكتب النصر وتتم الفتوحات وقد استطاع الرسول بهم أن يفتح كثيرا من حصون خيبر رغم قوتها وشدة حصانتها ولم يبق من حصونهم إلا " الوطيح والسلالم " فحاصرهم الرسول بضع عشرة ليلة حتى أيقن اليهود بالهلكه ويئسوا من المقاومة فسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلح وحقن الدماء ، وأراد الرسول ان يجليهم من ديارهم فسألوه أن يبقهم بأرضهم وقالوا نحن أعلم بها منكم وأعمر لها فصالحهم رسول الله على النصف على أنه أذا شاء أن يخرجهم أخرجهم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إليهم عبد الله بن رواحة فيخرض عليهم ويجعل ذل نصفين فيخيرهم أن يأخذوا ايهما شاءوا فيقولون بهذا قامت السماوات والأرض

وكان من بين الغنائم التي غنمها المسلمون في عزوة خيبر صحائف متعددة من التوراة فلما جاء اليهود يطلبونها أمر النبي صلى الله عليه و سلم بتسليمها لهم

وكان صفية بنت حيي بن أخطب النضري بين أسرى اليهود يومئذ فأكرمها النبي لمكانتها بين قومها وأعتقها ثم تزوجها بعد تمام الفتح

وبرغم سماحة النبى صلى الله عليه و سلم فى معاملة اليهود وإبقائهم فى أرضهم ألا أنهم غدروا به وحاولوا قتله وقد تمثل ذلك فيما فعلته زينب بنت الحارث إمراة سلام بن مشكم فقد أهدت له شاة مشوية مسمومة وسألت أي اللحم أحب إليه ؟ فقالوا الذراع فأكثرت من السهم فى الذراع ، فلما أكل الرسول من الذراع أخبره بأنه مسموم فلفظ الأكله وجيء بزينب فسألها الرسول عن هذه المحاولة الآثمة فقالت : أردت قتلك فقال لها : ما كان الله ليسلطك علي فلما مات بشير بن البراء معرور وكان قد أكل مع الرسول هذه الشاة فمات أمر الرسول بقتلها قصاصاً


توجه الرسول إلى اليهود فدك وادي القرى وتيماء
وبالانتهاء من خيبر عرج الرسول على فدك وقذف الله الرعب فى قلوبهم وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يصالحونه على النصف من فدك أي نصف حاصلاتهم فقبل ذلك منهم فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فكان رسول الله يقسمها حيث يرى من مصالحه ومصالح المسلمين

ثم جاء الرسول إلى وادي القرى وهى مجموعة قرى بين خيبر وتيماء وفتحها عنوة وغنم المسلمون منها أيضا كثيراً وقسم الرسول ما أصاب منها على أصحابه وترك الارض والنخل بيد اليهود وعاملهم عليها

ولما بلغ يهود تيماء ما فعل الرسول ما أهل خيبر وفدك ووادي القرى صالحوا رسول الله وأقاموا بأموالهم

وبذلك دانت اليهود كلها لسلطان النبى وانتهى كل ما كان لهم من سلطان فى جزيرة العرب وأصبح الرسول بمأمن من ناحية الشمال إلى الشام كما صار من قبل ذلك بمأمن من الجنوب بعد صلح الحديبية فانصرف المسلمون عائدين على المدينة وهناك كانت تنتظرهم مفاجأة سارة هى عودة جعفر بن أبى طالب أبن عم الرسول وأصحابه من الحبشة حيث أقاموا بها مدة طويلة وقد فرح الرسول بابن عمه جعفر فرحا عظيما وتلقاه بالسرور وقال : والله ما أدرى بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر



ما بين خيبر إلى عمرة القضاء
وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد خيبر سرايا كثيرة وأمر عليها كبار الصحابة كان فى بعضها قتال ولم يكن فى بعضها قتال ، ولا يعنينا كثيرا أن نتتبع هذه السرايا فى مسيرها وإنما يهمنا أن نذكر أن الهدف الاكبر من بعثها هو توطيد الأمن ، ومنع الغارات على المدينة ، وتمكين الدعاة إلى الله من أن يجوبوا الآفاق بتعاليم الرسالة دون غدر أو خيانة


عمرة القضاء
حان الموعد المضروب بين الرسول صلى الله عليه و سلم وبين قريش لزيارة البيت الحرام فخرج الرسول والمسلمون فى ذي القعدة سنة سبع من الهجرة فى نفس الشهر الذي صده فيه المشركون فى العام السابق

وبلغ عدد المسلمين ألفين أو اكثر خرجوا لم يحمل واحد منهم سلاحا إلا سيفه فى قرابه ولبسوا ملابس الاحرام وساقوا أمامهم البدن ، ولما وصلوا الى مكة وعرفت قريش بمقدم رسول الله مع أصحابه جلت عن مكة نزولا على صلح الحديبية ، وعسكرت قريش فى التلال التي تشرف على البلد الحرام

وتحدثت قريش فيما بينها أن محمد وأصحابه فى عسرة وجهد وشدة واصطفوا عند دار الندوة ليشهدوا أحول المسلمين فرفع النبى يده اليمنى وقال :"رحم الله أمرءا أراهم اليوم من نفسه قوة" وطاف المسلمون بالبيت سبعا ثم سعوا بين الصفا والمروة وحلقوا رءوسهم

وأقام الرسول بمكة ثلاثة أيام واعمر هو وأصحابه وفى هذا المعنى نزل قول الله تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}سورة الفتح-آية 27

وكان الرسول يريد أن يبقى بمكة بعض الايام يبني فيها بميمونة أخت لبابة زوجة عمه العباس فأبت قريش فبنى بها في مكان يسمى سرف بالقرب من مكة فى طريق المدينة وكانت ميمونة هذه آخر أمهات المسلمين ، ثم رجع عليه السلام فرحا مسروراً بما حباه من تصديق رؤياه




إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن أبى طلحه
لقد كان لدخول النبى صلى الله عليه و سلم والمسلمين مكة وآدائهم العمرة أثر عظيم فى نفوس كثير من المشركين فبدأوا يفكرون فى هذا الدين تفكير عاقلا هادئا بعيدا عن العصبية المقيتة التي حجبت عن عقولهم سمو الدين الإسلامي ونفاسة تعاليمه

وكان ممن استجاب لدعوة الإسلام وفتح الله قلوبهم لهدايته عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن أبى طلحة – فما كان يهل شهر صفر من السنة الثامنة حتى توجهوا إلى المدينة فأسلموا

وفى الطريق تقابل عمرو بن العاص مع خالد بن الوليد : فسأل عمرو ( خالدا) إلى اين يا أبا سليمان ؟
فقال خالد : والله لقد إستقام المنسم ( وضح الطريق ) وإن الرجل لنبي أذهب والله فأسلم
فقال عمرو له : والله ما جئت إلا لأسلم
وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلموا وأصبحوا من حماة الإسلام وأبطاله



سرية مؤتة
بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم الحارس بن عمير الازدي بكتاب إلى ملك الروم أو إلى أمير بصرى شرحيل بن عمرو الغسانى التابع لقيصر ملك الروم يدعوه إلى الإسلام فقتل هذا الأمير مبعوث الرسول صلى الله عليه و سلم وذلك أنه قال له أين تريد ؟ فقال الشام قال فلعلك من رسل محمد قال نعم فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه

وكان قتل هذا الرسول عملا فظيعا لا ينبغي أن يمر دون حساب فلم تجر العادة بقتل الرسل والسفراء مهما أشتد الخلاف ، ولذلك كان لابد من أن يرسل الرسول حملة تأديبية لهؤلاء المعتدين حتى لا تتكرر هذه المأساة وتهون حياة السفراء ، ولكي يبث الرعب فى قلوب القبائل التي يمكن أن تستمرأ مثل هذه الأعمال الغادرة وتحاول النيل من المسلمين

فأرسل الرسول فى جمادى الاولى من السنة الثامنة للهجرة هذه السرية وكانت مكونة من ثلاثة آلاف مقاتل وعقد لواءها لزيد بن حارثة ، وقال الرسول إن اصيب فجعفر بن أبى طالب فإن اصيب جعفر فعبد الله بن رواحه فإن قتل فليرتض المسلمون برجل من بينهم يجعلونه عليهم

ومضى الجيش حتى نزل بـ"معان" من أرض الشام حيث قتل مبعوث الرسول صلى الله عليه و سلم، وبلغ المسلمين أن هرقل بـ" البلقاء " فى مائة الف من الروم وانضم اليهم جمع كثير من قبائل لخم وجذام والقيس وبهراء وتلى – فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على " معان " ليلتين ينظرون فى أمرهم وتشاورون وقالوا : نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما ان يأمره فنمضي له

وشجع عبد الله بن رواحة أفراد الجيش فقال يا قوم : والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون–الشهادة–وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة- ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظفر وإما شهادة فمضى الناس وقالوا صدق والله ابن رواحه

وهكذا لعب الأيمان والرغبة فى الاستشهاد دورهما فى بث الحماسة وعدم الاكتراث بهذه الأعداد الضخمة من جنود العدو

وزحف المسلمون الى قرية مؤته ، ودنا الروم من المسلمين والتقى الجيشان في قتال عنيف ، وظل زيد بن حارثة رضى الله عنه يقاتل حتى استشهد وقد أخذت الرماح منه كل مأخذ

وانطلق جعفر من بعده فأخذ الراية وظل يقاتل حتى قطعت يمينه فاخذ الراية بشماله فقطعت فاحتضن الراية بعضدية حتى قتل ووجد المسلمون فى جسده بعضا وتسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح كلها فى الأمام

فلما قتل جعفر استلم الراية عبد الله بن رواحة وتقدم بها ونزل عن فرسه وأتاه ابن عم له بعظم عليه بعض لحم وقال شد صلبك بهذا فأنك قد لقيت فى أيامك هذه ما لقيت فأخذ بيده وأخذ منه بفمه يسيرا ثم القاه من يده وأخذ سيفه فتقدم وقاتل حتى قتل

ثم أخذ الراية ثابت بن ارقم فقال يا معشر الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا أنت قال ما أنا بفاعل

فاتفقوا على خالد بن الوليد رضي الله عنه فأخذ الراية ودافع القوم وكان شجاعاً حكيماً يعرف سياسة الحرب فانحاز بالجيش الاسلامي الى الجنوب وانسحب العدو نحو الشمال وأرخى الليل سدوله فرأى خالد أن الموقف يحتاج إلى خطه ذكية ينسحب بها من أمام هذه الاعداد الكثيفة للعدو فاغتنم مجيء الليل فغير نظام جيشه فجعل مقدمته ساقه وبالعكس وكذلك فعل بالميمنة مع الميسرة فأنكر العدو حالهم وظنوا أن مدد كبير جاء من المدينة

ونجحت هذه الخطة فقد تهيب الروم المسلمين وتذكروا ما صنع ثلاثة آلاف بهم من الشجاعة والبأس فكيف الأمر وقد وصلتهم هذه الامداد التي لا يعرفون عددها وقوتها فتقاعس الروم عن مهاجمة الجيش الاسلامي ، وصار خالد يناور الاعداء فى ذكاء لتغطية انسحابه حتى نجح ورجع إلى المدينة بعد أن خاض الجيش الاسلامي هذه التجربة المثيرة والشجاعة مع إحدى قوتي العالم الكبريين يومئذ

وفى أوحى الله إلى النبى فى نفس الوقت بأخبار الغزوة فخطب المسلمين ونعى إليهم زيدا وجعفر وابن رواحة قبل أن يأتيهم الخبر فقال:أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ، ومنذ ذلك الوقت عرف خالد بن الوليد بهذا اللقب

وقام الرسول يواسي أسر الشهداء ويرعاهم وأمر بإحضار بني جعفر فلما حضروا تشممهم وذرفت عيناه ولما أتاهم النعي قال لأهله:أصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم وعرف فى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الحزن

ولما دنا الجيش من حول المدينة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وأساء الناس استقبالهم وجعلوا يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله ،وذلك لقلة معرفتهم بأبعاد المعركة التي خاضوها وكيف أنه لم يكن هناك تكافؤ بين المسلمين فى العدة ، ولذلك وجدنا الرسول صلى الله عليه و سلم يدافع عنهم وينفى عنهم تهمة الفرار فقال ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى

أثر سرية مؤته

أثر إنسحاب المسلمين من هيبة الاسلام عند قبائل العرب الساكنة بين المدينة والشام والدائرة فى فلك الرومان والتي لم تنجح سرية مؤتة في تأديبهم والقصاص منهم لقتل الحارث مبعوث النبي صلى الله عليه و سلم وانتشرت فملأ شائعة مؤداها أن جمعا من قضاعة فى شمال المدينة تهيأ للزحف على المدينة

فأرسل النبى فى جمادى الآخر سنة ثمان من الهجرة حملة بقيادة عمرو بن العاص لكبح جماح هؤلاء المعتدين وكان عددهم ثلاثمائة رجل

ثم ارسل عمرو يطلب مددآ فأمده الرسول بجيش يقوده أبو عبيد بن الجراح فى مائتين من أصحابه منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب فكان جميعهم خمسمائة مقاتل ، وقد استطاع هذا الجيش الاسلامي أن يشن هجوما عنيفا على هذه القبائل حتى فرقوهم وردوا إلى القبائل المتحالفة طمأنينتهم وأرجعوا هيبة المسلمين على الحدود الشمالية وتسمى هذه الحملة (سرية ذات السلاسل) وبهذا أصبح المسلمون أقوى عنصر سياسي في شمال بلاد العرب إن لم يكن فى بلاد العرب



فتح مكة
فى أواخر السنة الثامنة من الهجرة كان قد أتى على صلح الحديبية سنتان ، وكان من بين شروطه كما ذكرنا أن من أحب أن يدخل فى عهد محمد دخل فيه ومن أحب ان يدخل في عهد قريش دخل فيه وبمقتضى هذا الشرط دخلت قبلية خزاعة فى حلف مع النبى–ودخلت قبيلة بنى بكر فى حلف مع قريش ، وكانت القبيلتان تسكنان أحياء من مكة وضواحيها وبينهما تارات قديمة وعداء متوارث يرجع تاريخه الى ما قبل البعثة

وذات يوم تحركت هذه الاحقاد فاغتنم بنو بكر حلفاء قريش هدنة الحديبية وفاجأوا خزاعة حلفاء النبى وأمدتهم قريش بالخيل والسلاح حتى لقد ذكر الواقد أن ممن إشترك فى القتال سرآ صفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو مع غيرهم وعبيدهم وقد بلغ بهم الحمق والطغيان أن يطاردوا خزاعة حتى الحرم ويقاتلونهم فيه حيث لا يجوز فيه القتال

فلما انتهوا إليه قال نفر من بنى بكر لرئيسهم نوفل بن معاوية إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك فقال كلمة عظيمة لا إله اليوم يا بنى بكر اصيبوا ثأركم فلعمرى إنكم لتسرقون فى الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه

ولعل السر فى تورط قريش ومساعدتها لبنى بكر هو أنها فسرت تفسيرا خاطئا ما جرى لجيش المسلمين فى سرية مؤته إذ إعتقدت أن ما جرى كان هزيمة كبيرة لحقت بالمسلمين وهذا خطأ فادح وقعت فيه وترتب عليه إرتكابها لهذا الخطأ الأحمق وانتهاكها لشروط صلح الحديبية وما ترتب على ذلك من فتح مكة كما سنرى

خزاعة تستنجد بالرسول
فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة خرج عمرو بن سالم الخزاعي وقدم على رسول الله فى المدينة وأنشدة أبياتا ينشده فيها الحلف الذي كان بينه وبين خزاعة ويسأله المعونة والنجدة ويخبره بأن قريشا اخلفوه الموعد ونقضوا الميثاق المؤكد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: نصرت يا عمرو ابن سالم

وأراد الرسول صلى الله عليه و سلم أن يستوثق منهم الخبر ويعذر إلى قريش فبعث إليهم رجلاً يخيرهم بين ثلاث – أن يدفعوا دية قتلى خزاعة – او يبرأوا من حلف بنى نفاثة (بطن من بنى بكر) الذين قادوا الحملة على خزاعة – أو ينبذ إليهم على سواء فأجابه بعض زعمائهم لكن ننبذ إليهم على سواء وبذلك برئت ذمة قريش وقامت عليهم الحجة

ولكن قريشا فكرت في الأمر مليا اقتنعت أن المسلمين ألان قد اصبحوا قوة لا يمكن مواجهتها وأن فيهم ألان من أبطالهم السابقين خالد بن الوليد وعمرو ابن العاص وقبائل كثيرة قد اعتنقت الإسلام , ولذلك ندمت علي ما أجاب به بعض سفهائها من إجابة متهورة ، و انتهى رأيهم أن يبعثون أبا سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليجدد العهد ويزيد من المدة ويدارك الازمة قبل استفحال خطرها

وقدم أبو سفيان على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ودخل على ابنته " أم حبيبة " زوج النبى ليزورها فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله طوته عنه
فقال يا بنية : ما أدرى أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عنى ؟
قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنت رجل مشرك نجس ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال : والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر

وخرج من عندها غضبان أسفا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه ابو سفيان فلم يرد النبي شيئا فذهب ابو سفيان إلى أبي بكر فأعرض عنه كما أعرض عمر و علي فعاد أبو سفيان دون ان يحصل من النبي على وعد باستمرار المسالمة و لكنه ظهر بعهد الجوار حتى وصل الى مكة

فلما قدم على قريش قالوا لابي سفيان : ما ورائك ؟
قال جئت محمدا فكلمته فوالله ما رد على شيئاً ثم جئت ابن أبى قحافة فلم أجد فيه خيراً ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أدنى العدو ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم وقد أشار علي بشئ صنعته فوالله ما أدرى هل يغنى ذلك شيئا أم لا ؟
قالوا : وبم أمرك ؟
قال : أمرني أن اجير بين الناس ففعلت
قالوا : فهل أجاز ذلك محمد ؟
قال:لا
قالوا:ويلك والله ما زاد الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك ما قلت
قال : لا والله ما وجدت غير ذلك

التأهب لفتح مكة
واضطربت الاحوال فى مكة عقب عودة أبى سفيان وإبلاغهم بما حدث لكن النبى لم يتركها طويلا فى اضطرابها فقد عقد العزم على فتح مكة ، وتجهز النبى والمسلمون للخروج واستعان على أمره بالكتمان ثم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة وأمرهم بالجد والاستعداد وقال : اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها فى بلادها
وكان الرسول صلى الله عليه و سلم لا يريد الدماء ويرد دخول مكة فى سلام حتى لا تمس حرمتها وأن يدخل أهلها في الإسلام لينعم أهلها بنعمة الإيمان

وبينما الرسول والمسلمون على أمرهم من الاستعداد والكتمان حدثت محاولة من أحد الصحابة كادت أن تكشف نية المسلمين لمشركي مكة ، فقد كتب حاطب بن أبى بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الغزو ، ثم أعطى حاطب الكتاب لامرأة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته فى قرون رأسها ثم خرجت به ، وأتى رسول الله الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث رسول الله على بن أبى طالب والزبير بن العوام فقال أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبى بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له فى أمرهم فخرجا حتى أدركاها بالحليفة فاستنزلاها فى رحلها فلم يجدا شيئاً فقال لها على رضى الله عنه– انى أحلف ما كذب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا كذبنا ولتخرجن الكتاب أو لنكشفنك ، فلما رأت الجد منه قالت : أعرض فأعرض عنها فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته اليه ، فدعا رسول الله حاطبا
فقال يا حاطب ما حملك على هذا ؟
فقال يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكنى كنت امرأ ليس لى فى القوم أصل ولا عشيرة وكان لي
بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم
فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنقه فإنه قد نافق
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

وهكذا شفع لحاطب ماضيه الطيب مع الإسلام والمسلمين ونيته التي جعلته يتخذ هذا الموقف لا عن كفر او بغض للإسلام وإنما مصانعة لقريش من أجل أهله وأولاده وقد سامحه الله على هذا الضعف الانساني الذي تعرض له فى هذا الموقف ، وفى حاطب نزل قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ}سورة الممتحنة – الآية 1

وتحرك الجيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فى رمضان من السنة الثامنة للهجرة وكلما تقدموا انضم إليهم من سائر القبائل من يزيد فى عدد المسلمين ومنعتهم حتى بلغوا مالا يقل عن عشرة آلاف مسلم ، وصام الرسول وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد (قرية قرب مكة ) أفطر ومضى حتى نزل " مر الظهران " على بعد ثلاثين كيلو مترا شرقي مكة فضربوا خيامهم فيه وعمى الله الاخبار عن قريش فلم يأتهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يدرون ما هو فاعل وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الجيش فأوقدوا النيران فأوقدت عشرة آلاف نار حتى أضاء منها الوادي

أبو سفيان يستطلع الاخبار
وحينما رأى القرشيون فجأة هذه المشاعل الكثيرة دهشوا ولم يعلموا حقيقة ما يرون فخرج منهم أبو سفيان بن حرب ومعه حكيم بن خزام وبديل بن ورقاء يتحسسون الاخبار

وكان العباس بن عبد المطلب قد خرج من مكة قبل ذلك بأهله وعياله مسلما مهاجرا إلى المدينة فقابلوا الرسول فى الطريق مقبلا بجيشه على مكة ، فأمره الرسول أن يعود معه إلى مكة ويرسل أهله إلى المدينة وقال له الرسول:هجرتك ياعم آخر هجرة كما أن نبوتي آخر نبوة

ورأى العباس بن عبد المطلب قوة جيش المسلمين ففكر فى أمر قريش وماذا ستصنع أمام الرسول وجيشه وكان فى قلق شديد على مكة أن تفتح عنوة فقال : "واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر" وهداه تفكيره أن يخرج عسى أن يقابل أحدا يرسله إلى مكة ليخبر قريشا بما عزم عليه رسول الله ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة ، وبذلك يدخل الرسول مكة من غير أن تسفك دماء

وبينما هو كذلك سمع كلام أبى سفيان وبديل بن ورقاء (الذين بعثت بهم قريش ليتعرفوا لها خبر الجيش فى مر الظهران كما ذكرنا) وهما يتراجعان ، وأبو سفيان يقول : ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا
فرد عليه بديل بن ورقاء : هذه والله خزاعة حمشتها ( أحرقتها ) الحرب
فرد عليه أبو سفيان : خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها عسكرها ، فعرف العابس صوت أبى سفيان فنادى يا أبا حنظلة
فعرف صوته فقال : أبو الفضل
فقال العباس نعم
فقال أبو سفيان : مالك ؟ فداك أبي و أمي
فقال العباس : ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الناس واصباح قريش والله
قال فما الحيلة ، فداك أبي و أمي
فقال له العباس والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب عجز هذه البغلة حتى آتى بك رسول الله فأستأمن لك

وأركبه العباس و خشى عليه أن يدركه أحد المسلمين فيقتلة ، وأتى بأبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله
قال أبو سفيان : بأبي أنت و أمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عنى شيئا بعد
قال الرسول : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟
قال : بأبي أنت و أمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما هذه والله فإن فى النفس منها حتى الآن شيئا
فقال العباس : ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله قبل أن تضرب عنقك فأسلم وشهد شهادة الحق ثم أسلم حكيم بن خزام وبديل أبن ورقاء

وقال العباس للرسول إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ، وقد أرضاه الرسول صلى الله عليه و سلم كما يقول الشيخ الغزالي بما لا يضر أحد ولا يكلف جهدا فلما ذهب لينصرف قال رسول الله يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها – فلا تبقى فى نفسه أثارة لمقاومة – فخرج حتى حبسه بمضيق الوادي حيث أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحبسه

و تحركت كتائب الفتح وكانت القبائل تمر على راياتها كلما مرت قبيلة سأل العباس عنها فيقول مالي ولبني فلان ؟ حتى مر رسول الله صلى الله عليه و سلم فى كتيبة فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد
فقال سبحان الله يا عباس من هؤلاء ؟
قال : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فى المهاجرين والأنصار
فقال أبو سفيان : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بان أخيك الغداة عظيما
فقال : العباس يا أبا سفيان إنها النبوة
قال : فنعم إذن
وقام أبو سفيان فصرخ بأعلى صوته يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربة فقالت اقتلوا الحميت (الضخم) الدسم الاحمس (الذي لا خير عنده) قبح من طليعة قوم
فقال أبو سفيان ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
قالوا : قاتلك الله وما تغني عنا دارك
فقال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى الكعبة وإلى دورهم وأغلقوا أبوابهم ينتظرون ما يراد بهم

مناوشات قليلة
وقسم الرسول صلى الله عليه و سلم المسلمين إلى عدة فرق تدخل كل فرقة ناحية من نواحي مكة حتى يضع يده على المدينة كلها فى وقت واحد ، وأصدر أوامره المشددة إلى جميع الفرق ألا تقاتل أو تسفك دما إلا إذا أكرهت على ذلك إكراها ، وأن يعف الجيش عن أموال أهل مكة وممتلكاتهم وأن يكفوا أيديهم عنها وكان تقسيم الجيش على الوجه التالي
خالد بن الوليد على الجناح الأيمن وعليه أن يدخل مكة من أسفلها .
الزبير بن العوام على الجناح الأيسر وعليه أن يدخل مكة من أعلاها عن طريق جبل كدى .
أبو عبيدة بن الجراح جعله على المهاجرين وعليهم أن يدخلوا مكة من أعلاها فى حذاء جبل هند .
سعد بن عباده ويدخل مكة من جانبها الغربي ناحية جبل كداء ومعه الراية حتى نزعت منه كما سنذكر ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة وضربت له هنالك قبته .
وروى أن سعد بن عبادة قال فى ذلك (اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا ) فشكا أبو سفيان إلى رسول الله ما سمعه من سعد بن عبادة فاستنكر رسول الله ذلك وقال : بل اليوم يوم المرحمة اليوم يعز الله قريشا ويعظم الله الكعبة

ودخلت الجيوش كلها مكة فلم تلق منها مقاومة إلا مناوشات قليلة بقيادة صفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمر من قريش وبين أصحاب خالد بن الوليد فى الخندمه وهو مكان أسفل مكة ، وأصيب من المشركين كما يقول ابن اسحقا ثلاثة عشر رجلا ثم انهزموا ، وتم الاستيلاء على جميع أطراف مكة وضواحيها ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وهو خافض رأسه تواضعا لله عز وجل حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح حتى أن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل ودخل وهو يقرأ سورة الفتح ، وكان ذلك صبح يوم الجمعة لعشرين ليلة خلت من رمضان سنة ثمان من الهجرة

وانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى وصل البيت فطاف بالبيت سبعا ، وكان فى يده قوس وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل كلما مر بصنم طعنها بالقوس ويقول : "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" والأصنام تتساقط على وجوهها

ورأى فى الكعبة الصور والتماثيل فأمر بالصور فطمست وبالتماثيل فكسرت ، وكان مما رآه صور الملائكة وغيرها فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا فى يده الازلام ويستقسم بها فقال قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم بالازلام ما شأن إبراهيم والازلام {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} - سورة آل عمران آية 67

ولما قضى عليه الصلاة والسلام طوافة دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له ودخل ثم أعادها عليه السلام لعثمان قائلاً :خذوها يا بنى طلحة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم

وتكاثر الناس حول الرسول فى المسجد حتى امتلأ وهم ينظرون ماذا سيصنع الرسول بهم وقد مكنه الله منهم فنظر إليهم الرسول ثم قال : لا اله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات – آية 13

ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟
قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم
قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لاخوته "لا تثريب عليكم اليوم" أذهبوا فانتم الطلقاء

وأمر بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة ورؤساء قريش وأشرافهم يسمعون كلمة الله تعلو وصداها يتردد فى أرجاء مكة ، ودخل الرسول دار أم هانىء بنت أبى طالب فاغتسل وصلى ثماني ركعات صلاة الفتح شكر الله تعالى على ما انعم به عليه

وبهذه الكلمات والتصرفات عفا الرسول عن كل شئ وتناسى كل إساءة وتجاوز عن جرائم قريش الماضية كلها حتى لقد امتد عفوه فشمل من كان قد أهدر دماءهم عند دخول مكة وإن تعلقوا بأستار الكعبة وقبل شفاعة من لم ينفذ فيه القتل منهم ورأت قريش تلك السماحة وذلك الكرم ففتحت للرسول قلوبها فكان هذا الفتح بلا شك أجل وأعظم من أن تصل إليه سيوف المسلمين فقد لانت أفئدة ما كانت لتلين ورقت القلوب القاسية والتفت حول الرسول فى إعجاب بالغ على الصفا حين جلس للبيعة

بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهند بنت عتبة
جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم على الصفا واجتمع الناس حوله لبيعه على الإسلام فأخذ عليهم العهد بالسمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا ، ولما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة زوج أبى سفيان متنقبة متنكرة لما كان من صنيعها بحمزة عم النبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى صلى الله عليه و سلم لهن : بايعنني على ألا تشركن بالله شيئا
فقالت هند : والله إنك لتأخذ علينا أمرا لا تأخذه على الرجال وسنؤتيكه
فقال النبي : ولا تسرقن
فقالت : والله إني كنت أصبت من مال أبى سفيان الهنة وما كنت أدري أكان حلا لي أم لا؟
فقال أبو سفيان وكان شاهدا لما تقول : أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : وإنك لهند بنت عتبة ؟
قالت : نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك
ثم قال : ولا تزنين
فقالت : يا رسول الله وهل تزني الحرة
ولما قال: ولا تقتلن أولادكن
قالت: ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم
فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى استغرب أي بالغ فى الضحك
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : ولا تأتين بهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن
قالت : والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل
ثم قال : ولا تعصينني في معروف
قالت : ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد نعصيك فى معروف
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يصافح النساء ولا يمس امرأة ولا تسمه إلا امرأة أحلها الله له أو ذات محرم منه

تخوف الأنصار من بقاء الرسول بمكة
ولما فتح الله مكة على رسوله –وهى بلده و وطنه وأحب بلاد الله الى قلبه-تحدث الأنصار فيما بينهم فقالوا : أترون رسول الله إذ فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم بها ؟
وسأل رسول الله الأنصار عن حديثهم ولا يعرفه غيرهم فاستحيوا فقال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم : معاذا الله المحيا محياكم والممات مماتكم فاطمأنت قلوبهم وضرب الرسول بذلك أروع المثل فى البر والوفاء

إسلام فضالة
وعندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمسجد يطوف بالبيت اقترب منه فضالة بن عمير وهم بقتله فلما دنا منه قال له : أي فضالة
قال : نعم يا رسول الله
فقال له الرسول : ماذا كنت تحدث به نفسك ؟
قال : لا شئ كنت اذكر الله
فضحك النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه
وكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلى منه ورجع فضالة إلى أهله فمر بأمراة كان يتحدث إليها فقالت هلم إلى الحديث فقال لا وانبعث فضالة يقول

قالت هلم إلى الحديث فقلت لا يأبى عليك الله والإسلام
بالفتح يوم تكسر الأصنام لو ما رأيت محمدا وقبيله
والشرك يغشى وجهة الإظلام لرأيت دين الله أضحى بيننا
تطهير ضواحي مكة من الأصنام
وأقام الرسول بمكة بضعة عشرة يوما ينظم شئونها ويفقه أهلها فى الدين وفى هذه الأثناء بعث السرايا للدعوة على الإسلام لا للقتال ولتحطيم الأصنام من غير سفك الدماء فوجه خالد بن الوليد لهدم صنم "العزى" أكبر أصنام قريش وأرسل عمرو بن العاص لهدم"سواع" وهو أكبر أصنام هذيل وبعث سعد بن زيد الاشهلي لهدم "مناة" وقد عادت كل هذه السرايا مكللة بالنجاح وذهبت هيبة الأوثان من النفوس وزال سلطانها

سرية خالد بن الوليد إلى بنى خزيمة
فى شوال سنة ثمان قبل الخروج إلى حنين عند جميع أهل المغازي وقد بعثه عليه الصلاة والسلام لما رجع من هدم العزى والرسول مقيم بمكة وبعث معه ثلاثمائة وخمسين رجلا داعيا الى الإسلام

حرمة مكة
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة خطيبا فأعلن حرمة مكة إلى يوم القيامة "لا يحل لامرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما أو يعضد (يقطع) بها شجرة" وقال : "لم تحلل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد يكون بعدي" ثم إنصرف راجعا إلى المدينة

اثر فتح مكة
وكان لفتح مكة أثر عميق فى نفوس العرب فشرح الله صدر كثير منهم للإسلام ، وأقبلوا على الإسلام إقبالا لم يعرف قبل ذلك وصاروا يدخلون فى دين الله أفواجا


تاااااااااااااااااااااااااااااابع الجزء الأخير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (8) من البعثه الى الهجره (العهد المدني )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (4) من البعثه الى الهجره (العهد المدني )
» قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (6) من البعثه الى الهجره (العهد المدني )
» قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (7) من البعثه الى الهجره (العهد المدني )
» قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (9) من البعثه الى الهجره (العهد المدني )
» قبسات من حياه الرسول صلى الله عليه وسلم (2) من البعثه الى الهجره (العهد المكي )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الاسلامي :: قسم السيره النبويه والسلف الصالح والاحاديث النبويه والقران الكريم-
انتقل الى: